06-11-2025
اتحاد الهيئات المحلية يختتم مشروع توثيق المباني التاريخية في الخليل بالتعاون مع وزارة السياحة واليونسكو

نظّم الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية، بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وبدعم من منظمة اليونسكو من خلال صندوق طوارئ حفظ التراث، الورشة الختامية لمشروع توثيق المباني التاريخية في وسط محافظة الخليل، بمشاركة ممثلين عن الهيئات المحلية المستهدفة ضمن المشروع، ومحافظة الخليل، ووزارة السياحة والآثار، وخبراء من منظمة اليونسكو.

وجاءت الورشة تتويجًا لمسارٍ مهني وميداني امتدّ على مدى أشهر، تم خلاله توثيق المباني التاريخية وسط محافظة الخليل ضمن نطاق عمل الهيئات المحلية: بلدية الخليل، وبلدية تفوح، وبلدية حلحول، وبلدية بيت كاحل. وشمل المشروع إعداد قاعدة بيانات متكاملة تُعدّ الأولى من نوعها على المستوى المحلي، لتشكّل الأساس لبناء السجل الوطني للتراث، بوصفه خطوة استراتيجية نحو حماية الهوية الثقافية الفلسطينية وتعزيز الإدارة المستدامة للمواقع التاريخية.

افتتح اللقاء محافظ محافظة الخليل عطوفة خالد دودين مؤكدًا أهمية حماية المباني التاريخية باعتبارها مسؤولية جماعية تتجاوز البعد المحلي إلى البعد الوطني، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الموروث المعماري للمدينة يمثل حماية لهويتها وروحها الممتدة عبر التاريخ. وأشاد دودين بانضمام مدينة الخليل إلى شبكة اليونسكو للمدن الإبداعية، معتبرًا ذلك إنجازًا يعكس مكانة المدينة الثقافية وحضورها العالمي، ويؤكد في الوقت نفسه على ضرورة استمرار العمل لحماية هذا الإرث وتعزيزه.

تلت ذلك كلمة نائب رئيس بلدية الخليل، د. أسماء الشرباتي، التي استعرضت فيها الجهود التي بُذلت خلال تنفيذ المشروع، وأبرزت عمق الشراكات في حماية الموروث العمراني للمدينة. وتحدثت الشرباتي عن الطبيعة التاريخية والسكانية المميزة للخليل وما تواجهه من تحديات نتيجة التوسع الاستيطاني، مؤكدة أن حماية هذا الإرث ليست خيارًا ثقافيًا بل ضرورة وطنية للحفاظ على هوية المدينة وذاكرتها التاريخية، وأن بلدية الخليل ستواصل العمل مع الشركاء لتطوير أدوات الحماية واستدامة الجهود القائمة.

من جانبها، شدّدت مدير البرامج والسياسات في الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية، م. عهود عناية، على أن التراث الفلسطيني جزء لا يتجزأ من منظومة التنمية المحلية، وأن حمايته تمثّل فعلًا مؤسسيًا يعبّر عن التزام الاتحاد بتمكين الهيئات المحلية من أداء دورها في صون الهوية الوطنية. وأوضحت أن المشروع شكّل نموذجًا عمليًا لترسيخ مفهوم “التراث كرافعة للتنمية”، من خلال تعزيز القدرات الفنية للبلديات والإشراف المباشر على تنفيذ الأنشطة الميدانية، مؤكدة أن الاتحاد يسعى إلى تحويل التجربة إلى منهجٍ دائمٍ في العمل البلدي يعزز التكامل بين الحفاظ على التراث والتخطيط الحضري المستدام.

بدوره، أوضح رئيس وحدة الثقافة في منظمة اليونسكو، السيد جورج جوزيف، أهمية الشراكة التي جمعت اليونسكو بالاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية ووزارة السياحة والبلديات المشاركة، معتبرًا أن هذا التعاون شكّل نموذجًا فعّالًا في حماية التراث الثقافي الفلسطيني. كما ثمّن دور الاتحاد وجهوده الميدانية والفنية في إنجاح المشروع رغم التحديات والوقت المحدود، مؤكدًا حرص اليونسكو على استمرار هذا التعاون في المراحل المقبلة.

واختتم معالي وزير السياحة والآثار هاني الحايك الكلمات الرسمية، مؤكدًا أن هذا الحدث يجسّد أهمية الاستمرار في حماية المواقع الأثرية والتاريخية في فلسطين، وقال: "بإرادتنا وتصميمنا، نعلن اليوم اختتام المرحلة الأولى من مشروع توثيق وجرد المواقع الأثرية والتاريخية في وسط محافظة الخليل." مشيرًا إلى أن السجل الوطني للتراث يُعد من أهم الأدوات التي تضمن حماية التراث الوطني وصونه، مؤكدًا أن إنجاز المرحلة الأولى يمثّل خطوة تأسيسية نحو حماية فعالة لهذا الإرث.

وفي ختام الورشة، قدّم مدير المشروع بالتعاون مع الاتحاد من بلدية الخليل، م. مراد التميمي، عرضًا تقنيًا شاملًا استعرض خلاله مراحل المشروع من التوثيق الميداني وجمع البيانات إلى أرشفتها وتحليل نتائجها وإنتاج المخرجات النهائية، متناولًا أبرز التوصيات والدروس المستفادة من التنفيذ الميداني. أعقب ذلك نقاش موسّع بين الحضور تناول سبل تعزيز استدامة الجهود وتوسيع نطاق العمل ليشمل مواقع تراثية جديدة، فيما اختُتمت الورشة بتوزيع شهادات تقدير على ممثلي الهيئات المحلية وفريق العمل الميداني، تقديرًا لالتزامهم وجهودهم في إنجاح المرحلة الأولى من المشروع.